وَسَارَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَوْطَاسٍ، فَسَلَكَ عَلَى نَخْلَةَ الْيَمَانِيّةِ ثُمّ عَلَى قَرْنٍ ، ثُمّ عَلَى الْمُلَيْحِ ، ثُمّ عَلَى بَحْرَةِ الرّغَاءِ(1) مِنْ لِيّةَ(2) ، فَابْتَنَى بِهَا مَسْجِدًا فَصَلّى فِيهِ (3) .
وَصَلّى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسل...م الظّهْرَ بِلِيّةَ ، وَرَأَى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ قَصْرًا ، فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: هَذَا قَصْرُ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ(4). فَقَالَ : “أَيْنَ مَالِكٌ”؟ قَالُوا : هُوَ يَرَاك الآنَ فِى حِصْنِ ثَقِيفٍ . فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : “مَنْ فِى قَصْرِهِ”؟ قَالُوا : مَا فِيهِ أَحَدٌ . قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : “حَرّقُوهُ”، فَحُرّقَ مِنْ حِينِ الْعَصْرِ إلَى أَنْ غَابَتْ الشّمْسُ .
وَنَظَرَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى قَبْرِ أَبِى أُحَيْحَةَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، وَهُوَ عِنْدَ مَالِهِ، وَهُوَ قَبْرٌ مُشْرِفٌ (5) ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ : لَعَنَ اللّهُ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ فَإِنّهُ كَانَ مِمّنْ يُحَادّ اللّهَ وَرَسُولَهُ ، فَقَالَ ابْنَاهُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ ، وَأَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ وَهُمَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : لَعَنَ اللّهُ أَبَا قُحَافَةَ فَإِنّهُ كَانَ لا يَقْرِى الضّيْفَ ، وَلا يَمْنَعُ الضّيْمَ ، قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : “ إنّ سَبّ الأَمْوَاتِ يُؤْذِى الأَحْيَاءَ ، فَإِنْ شِئْتُمْ الْمُشْرِكِينَ فَعُمّوا ” .